من ابن معطي إلى ابن مالك قراءة في آلية اختيار الشاهد والمثال

Abstract

سعت هذت المقارنة إلى تبيان الأولويات النحوية لدى كلا النحويين وما يركز عليه كل منهما ويفصِّلُ فيه وما يهمل من القضايا ويتغاضى عنه، وهل لكل ذلك علاقة بالمذهب النحوي المعتمد لديه كما سعت أيضا إلى تحديد المذهب النحوي لكل واحد منهما، وهل لديهما خروج على هذه المذاهب وآراء استحدثها أي منهما لم يقل بها النحاة قبله.

ولقد تتبعت المقالة الشواهد الشعرية في كلتا الألفيتين محاولة تحديد مستوى ارتباطهما بالقرآن الكريم والحديث النبوي الشريف ثم أشعار العرب وأمثالهم السائرة وحكمهم في اختيارهما للشواهد، كما تتبعت أمثلة كل منهما محاولة تحديد الأغراض التعليمية والتوجيهية والدعوية لاختيار المثال في كلتا الألفيتين.

ولقد كان هدف المقال من إجراء المقارنة بين الألفيتين وتخصيصها بالشواهد والأمثلة هو السعي إلى معرفة الغايات المنهجية والتربوية التي سعى كل منهما إلى تحقيقها من خلال شواهده، ومحاولًا فهم سبب إكثار ابن معطي من الشواهد القرآنية وشواهد الشعر العربي واكتفاء ابن مالك بالإشارات إلى الشواهد بصفة خفيفة، في نفس الوقت الذي يقتصر فيه ابن معطي في أمثلته على التمثيل والتوضيح بينما يتجاوز ابن مالك في أمثلته مستوى التمثيل إلى غايات تعليمية وتوجيهية وأخلاقية. كل هذا من خلال التطبيق على مائة بيت الأولى من كلتا الألفيتين بما تحويه من مقدمة ومباحث اعتبرت عادة هي المداخل الأولية لكتب ومؤلفات النحو، وهل اتفقا في هذه المباحث ترتيبًا وتبويبًا وتقعيدًا أم أن كلاهما سار في منحى مغاير لمنحى الثاني!!، ثم وصلت المقالة إلى مجموعة من الاستنتاجات شكلت زبدة ما قدمته القراءة من قضايا وما كشفته من نتائج.