التحصينات العثمانية الداخلية في الجبل الأخضر: قلعة قصر القيقب أنموذجا

الملخص

تُعدّ قلعة القيقب نموذجاً متكاملاً للتحصينات العثمانية في المناطق الداخلية من إقليم برقة، وتهدف هذه الدراسة إلى تقديم قراءة تحليلية شاملة لهذا المعلم، بوصفه إحدى أهم المنشآت الدفاعية العثمانية ذات الاستمرار الوظيفي؛ وتبرز أهمية البحث في توثيق الخصائص المعمارية للقلعة، وبيان دورها التاريخي والعسكري، إلى جانب تقييم حالتها الراهنة، ولا سيما في ظل محدودية الدراسات المتخصصة التي تناولت هذا الموقع مقارنة بقيمته التاريخية والمكانية؛ وقد تحددت الحدود الزمنية للدراسة في العهد العثماني الثاني (1835–1911م)، بينما اقتصرت الحدود المكانية على بلدة القيقب الواقعة ضمن نطاق الجبل الأخضر؛ واعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي في معالجة البيانات، مدعوماً بالمنهج التاريخي لتفسير سياقات الأحداث التاريخية، إضافة إلى الدراسة الميدانية المباشرة التي أتاحت توثيق العناصر المعمارية ورصد تأثيرات الترميم الحديث على البنية الأصلية؛ أظهرت النتائج أن قلعة القيقب تمثل نموذجاً واضحاً للعمارة الحربية العثمانية في البيئات السهلية، وأسهمت في تحديد السمات المعمارية المميزة لهذا الطراز، واتضح أن أعمال الترميم التي نُفذت في الفترة (1963–1965م) أسهمت في تعزيز الهيكل الإنشائي للقلعة، غير أنها أحدثت تغيرات جزئية في وظائف بعض القاعات ومسارات الحركة الأصلية؛ وخلصت الدراسة إلى ضرورة إعداد مشروع ترميم شامل يعتمد منهج الحفظ الوقائي، والعمل على إدراج القلعة ضمن المسارات السياحية الثقافية في المنطقة بما يعزز حضورها العلمي والتراثي، ويضمن استدامة حمايتها وصون قيمتها التاريخية والمعمارية.