دور الصحافة في كتابة التاريخ الجهوي دراسة حالة الحركة الوطنية بشمال المغرب (1912- 1956م)

الملخص

  لقد تعرض المغرب كغيره من البلدان للاستعمار، وكرد فعل إزاء هذا الوضع، انبثقت حركة تحررية شعبية، وانتشرت بفعل الوعي الوطني، والحس السياسي لتحرير الشعوب من ربقة الاستعمار. وخضع المغرب لاستعمارين: الفرنسي والاسباني.  وكانت مدينة طنجة منطقة دولية. وكان الاحتلال الإسباني لشمال المغرب وجنوبه لا يختلف عن الاحتلال الفرنسي.

  يكتسي البحث أهمية بالغة نظرا للظرفية التي اجتازها المغرب آنذاك، وهو يرزح تحت نير الاستعمار من كل الجهات، وهو البلد الذي عرف استعمارين، كل واحد مختلف عن الآخر، بفعل أطماعه التوسعية وأهدافه الاستعمارية ومخططاته اتجاه بلد عانى من وضعية اقتصادية صعبة، وظرفية سياسية أودت به إلى معاهدة الحماية.

  وقد تم تأسيس الحركة الوطنية من طرف شباب مغاربة، وبالضبط في أواخر العشرينات من القرن الماضي، ومعظمهم متشبعون بثقافة نهلوها من المدارس العصرية، أو من جامعة القرويين العتيقة والعتيدة. وكان الهدف هو توعية الشعب بمخاطر الاستعمار، ونشر الوعي السياسي والديني، للتصدي له ومحاربته وتكريس النضال الوطني وتحرير البلاد من ربقة الاستعمار. ومن رواد الحركة الوطنية: أحمد بلافريج وعلال الفاسي والمكي الناصري ومحمد حسن الوزاني ومحمد المختار السوسي. وجاءت هذه الحركة بعد المقاومة المسلحة التي كانت في الشمال، بزعامة محمد بن عبد الكريم الخطابي أو مقاومة وجهاد الشيخ ماء العينين المنطلقة من جنوب المغرب، دون نسيان المقاومة المسلحة بسوس من طرف المجاهد عبد الله زاكور، وفي الأطلس من طرف موحا أحمو الزياني وقبائل أيت عطة. فالمنطقة الشمالية كانت أول من عانى من آثار مناورات الاستعمارين الفرنسي والاسباني. ولقد تكونت جبهة لوحدة الصف بين رواد الحركة الوطنية، وبتنسيق مع مكتب القاهرة ونداء القاهرة. وتطورت الحركة الوطنية بعد صيف 1953م، بعد أحداث نفي الملك محمد الخامس وأسرته إلى جزيرة مدغشقر، وتجسدت وحدة الصف بين رواد الحركة الوطنية، وانطلق العمل المسلح، وهو أسلوب يفهمه المستعمر لأن ما أخذ بالقوة لا يرد إلا بالقوة.