تمثيلات النسق الفلسفي في الخطاب البلاغي النقدي عند حازم القرطاجني
الكلمات المفتاحية:
النسق، الفلسفة، النقد، البلاغة، حازم القرطاجنيالملخص
يتمحور هذا البحث المعنون ب"تمثيلات النسق الفلسفي في الخطاب البلاغي النقدي عند حازم القرطاجني" حول دراسة النسق الفلسفي في التفكير البلاغي النقدي في كتاب "منهاج البلغاء وسراج الأدباء"، وذلك بالكشف عن المرجعيات الفلسفية والمنطقية الثاوية خلفه ورصد مسالكها ومنعرجاتها والمقاصد التي كان ينتظر منها أن تؤديها، وإبراز المفاهيم والأدوات المنهجية التي تستند إليها والتي غذت الدرس النقدي ومدته بأسسه النظرية، وهذا ينطوي عن وعي حازم بالدور الذي تلعبه الثقافة الفلسفية في صياغة الناقد الأدبي لتصوراته ومفاهيمه، وإدراك الترابط المنطقي بينها، ومده بمفاهيم أكثر شمولا. وقد سعى حازم إلى تخليص الدرس البلاغي من دائرة علم الكلام الذي انشغل بدراسة إعجاز القرآن الكريم، ولأجل ذلك كان لابد له أن يؤسس مبادئ جديدة من شأنها أن تدفع بعلم البلاغة والنقد إلى تحقيق قدر من الاستقلال على نحو غير مسبوق ولعل هذا ما تشي به عبارة حازم "وقد سلكت من التكلم في جميع ذلك مسلكًا لم يسلكه أحد قبلي من أرباب هذه الصناعة لصعوبة مراميه وتوعر سبيل التوصل إليه. هذا على أنه روح الصنعة وعمدة البلاغة"[1] .
إن حازما كان رائدا للمدرسة النقدية الفلسفية المغربية، ذلك لأنه مهد الطريق لحركة المزج بين النقد والفلسفة، واستلهام أصول النسق الفلسفي لبناء مفاهيم النقد، وهو ما أهله لوضع نظرية عامة للشعر تندرج تفاصيلها في إطار علم كلي هو علم البلاغة ثم إن الرجل حالفه التوفيق في التوفيق بين النظرية الشعرية اليونانية والشعر العربي رغم أنه كان ينتصر للشعر العربي. ثم إن حازما، وهو يسعى لإقامة نظرية نقدية عربية يعضدها المنطق والحكمة، كان يرمي إلى تجاوز الدراسات البلاغية الجزئية المحصورة في دائرة البحوث الإعجازية، مع إدراكه لطبيعة الفروق بين الفلسفة والبلاغة، حيث إن البلاغة تمتح من الفلسفة، وتتميز عنها في خصوصية مادتها وقوانينها.
نعم؛ إن قوانين الفلسفة تتسم بالتباث واليقين، أما البلاغة فهي تقدم معرفة تتناول مادة تخييلية، باستخدام المثالات والمحاكاة، دون توفيق في صدق المقدمات وكذبها.
[1] - حازم القرطاجني، منهاج البلغاء وسراج الأدباء، تقديم وتحقيق محمد الحبيب بن الخوجة، دار الغرب الإسلامي بيروت لبنان، ط3/1986، ص18.
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.