التفسير الطبيعي في العصر الهيلينستي
الكلمات المفتاحية:
العصر الهيلينستي، المدرسة الأبيقورية، أبيقور، ديمقريطسالملخص
يهدف هذا البحث لدراسة الاختلافات بين أبيقور وديمقريطس حول مفهوم الطبيعة والذرات من حيث صفاتها وأشكالها وأوزانها، بالإضافة لمشكلة العلية والجبرية، فبالرغم من الاختلاف بينهما إلا أنهما يتفقان معا في التسليم بفكرة قدم العالم وأبديته، فلا مجال لديهما للقول بفكرة الخلق أو الأحداث في الزمان، ويرجع هذا الموقف إلى اعتقاد كل من ديمقريطس وأبيقور بأن العالم ليس من صنع الآلهة، بل هو موجود منذ الأزل بدون أن تتدخل الآلهة في إيجاده وحركته، وعلى أيه حال فإنه يبدو أن سيطرة النزعة الأخلاقية على التفسير الطبيعي عند أبيقور كانت سبباً في اختلاف موقفه عن ديموقريطس في نظرته إلى طبيعة العالم وجبريته الآلية، وعلى نظرية الانحراف اختلف حولها المؤرخون هي من وضع أبيقور وأم أنها إضافة قام بها بعض تلاميذه؟ والمؤكد أنه لا يوجد أثر لهذا النظرية في أي من الشذرات التي وصلتنا عن أبيقور.
ويرى الذين ينفرون من أن ينسبوا هذه النظرية إلى أبيقور، لأنهم يجدونها مناقضة لبقية جوانب طبيعياته، أو أولئك الذين يحكمون عليها بأنها غير لازمة يوجهون لها مأخذين من جهة أولى، تظهر هذه النظرية أنها تدخل نصيباً من اللامعقولية في فلسفة تسعى إلى معرفة الطبيعة ومن جهة ثانية تحل عقدة مشكلة حلاً خرافياً بأن تدس إليها ما تنزله على المسرح الأحداث في مركبة آلية، بحيث أن فلسفة أبيقور بمقدار ما هي مذهب طبيعي يطلب إلينا أن نعيش في وفاق مع الطبيعة، تجعل من الطبيعة معياراً، بل حكمة لهذا تلقى في المذهب الابيقوري شيئاً من إعلان مبادئ غائي.
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.